تعتبر عملية تحويل مسار المعدة المصغرة تطويرًا حديثًا لعملية تحويل مسار المعدة التقليدية، وهي عملية مقيدة تسبب سوء الامتصاص. الفرق الرئيسي بين العملية المصغرة والجراحة التقليدية يكمن في أنها أقل تعقيدًا، حيث يتم تجاوز حوالي مترين من الأمعاء الدقيقة. ومن الناحية النظرية، فإن خطر “تسرب” الدبابيس في العملية المصغرة أقل مقارنة بالجراحة التقليدية لأنها تتطلب وصلة جراحية واحدة فقط، بينما تحتاج العملية التقليدية إلى وصليتين جراحيتين.
أظهرت بعض الدراسات أن عملية تحويل مسار المعدة المصغرة قد تقدم نتائج مشابهة أو أفضل من عملية تكميم المعدة من حيث فقدان الوزن على المدى الطويل. تُجرى العملية باستخدام المنظار وتستغرق عادة من يومين إلى ثلاثة أيام في المستشفى. ورغم أن العملية المصغرة أكثر تدخلًا من جراحة تكميم المعدة، إلا أنها أقل تدخلًا من العملية التقليدية حيث توفر نحو 50 دقيقة مقارنةً مع العملية التقليدية التي تستغرق بين ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف.
المرشح المناسب لإجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغرة
المرشحون المثاليون لإجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغرة هم:
- الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكبر من 40.
- الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكبر من 35 ويعانون من مرض سمنة مصاحب واحد على الأقل.
لا يوجد حد أقصى للعمر لإجراء العملية، ولكن تزيد المخاطر للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا. مع ذلك، يمكن أن يكون شخص في السبعين من العمر يعاني من السمنة ولكنه بصحة جيدة أقل خطرًا من شخص في الستين من عمره ويعاني من مشاكل صحية متعددة مرتبطة بالسمنة.
الفئات التي قد تستفيد من عملية تحويل مسار المعدة المصغرة
عملية تحويل مسار المعدة المصغرة قد تكون أكثر فائدة للأشخاص الذين يعانون من:
- مرض السكري الشديد.
- السمنة المفرطة (أكثر من 180 كجم).
كما قد يُنظر في العملية للمصابين بارتجاع مريئي شديد، على الرغم من وجود مخاوف أولية من زيادة مشاكل الارتجاع في العملية المصغرة، إلا أن الدراسات أظهرت أن التأثير على الارتجاع بعد مرور عام كان مشابهًا لكلا النوعين من الجراحة.
من لا يناسبه إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغرة؟
الأشخاص الذين لا يتناسبون مع العملية هم:
- أولئك الذين لا يستطيعون الالتزام بتغيير نمط حياتهم بشكل كبير، بما في ذلك تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة.
- الأشخاص الذين يفرطون في شرب الكحول أو يدخنون.
- الأشخاص الذين يكتسبون وزنًا خلال فترة التقييم الجراحي.
- من خضعوا لعمليات جراحية متعددة في البطن.
- الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات النفسية مثل اضطراب الشراهة في تناول الطعام، إدمان المخدرات، اضطرابات القلق، الاكتئاب الشديد، الفصام، الاضطراب ثنائي القطب الشديد، أو أولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية نتيجة الاعتداء الجنسي.
يجب أن يتم تقييم كل حالة بشكل فردي من قبل الفريق الطبي، وفي حال تناول المريض أدوية متعددة لهذه الحالات، يجب أخذ فكرة عن تأثير العملية على امتصاص الأدوية.
بروتوكول العلاج في عملية تحويل مسار المعدة المصغرة
قبل الجراحة، سيخضع المريض لتقييم شامل من قبل فريق متخصص، بما في ذلك طبيب السمنة، جراح السمنة، وطبيب التخدير. كما يتم أخذ عينات دم وتقييم الحالة من قبل أخصائي التغذية ومدرب اللياقة البدنية في عيادة الدكتور رامي باسردة.
في الأسابيع التي تسبق الجراحة، يجب اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية بهدف فقدان 1.5 إلى 2 كيلوجرام أسبوعيًا لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع قبل الجراحة. يتم استخدام منتجات الفورموليت في هذه الفترة، المتوفرة بنكهات متعددة مثل: شوكولاتة البندق، الفانيليا الكريمية، القهوة، الموز، وعسل النحل.
إجراء الجراحة والمتابعة بعد العملية
أثناء العملية، يقوم الجراح بإنشاء كيس أصغر من المعدة الأصلية وإعادة توصيله بالأمعاء، باستخدام شقوق صغيرة عبر المنظار، مما يسمح للمريض بالمشي بعد بضع ساعات من الجراحة. مدة الإقامة في المستشفى تتراوح بين 3 إلى 4 أيام.
بعد الجراحة، يجب على المريض اتباع نظام غذائي سائل خالي من السكر وغير غازي لمدة أسبوعين، ثم الانتقال إلى الأطعمة المهروسة لبضعة أسابيع، ومن ثم العودة إلى الأطعمة العادية بعد حوالي شهر.
من الضروري تناول الفيتامينات المتعددة والكالسيوم يوميًا طوال الحياة. كما يجب على المريض العودة إلى عيادة الدكتور رامي باسردة لإجراء فحوصات متابعة بعد أسبوعين، ستة أسابيع، ثلاثة أشهر، واثني عشر شهرًا.
الآثار الجانبية لعملية تحويل مسار المعدة المصغرة
الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا تشمل الغثيان، القيء، توسع المريء، العدوى، انسداد المعدة، ومتلازمة الإغراق. أما الآثار الجانبية الأقل شيوعًا فتشمل جلطات الدم وتسربات من خط الدبابيس، مع أعراض مثل تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس، الحمى، والدوار. على الرغم من أن هذه الآثار قد تكون خطيرة، إلا أنها تحدث عادة في المستشفى ويمكن علاجها بسهولة.
من الآثار الأخرى التي قد تحدث بعد الجراحة: جفاف الجلد، تساقط الشعر (الذي يعود عادةً)، تقلبات المزاج، وآلام الجسم، والتي تختفي عادة بعد أسابيع أو أشهر.
من بين الفوائد الإيجابية للجراحة، تلاحظ الغالبية العظمى من المرضى تحسنًا أو علاجًا لمرض السكري من النوع الثاني.
تتميز عملية تحويل مسار المعدة المصغرة بمرونة أكبر مقارنةً بالعملية التقليدية لتجاوز المعدة، حيث يمكن للجراح فصل الأمعاء وتغيير طولها، وهو ما لا يمكن إجراؤه في العملية القياسية.