جراحة إنقاص الوزن هي خطوة هامة نحو تحسين صحتك العامة، وتعزز من فرصك في عيش حياة أطول وأكثر صحة. تعتبر هذه الجراحة أداة فعالة للمساعدة في فقدان الوزن، لكنها ليست علاجًا نهائيًا للسمنة. يعتمد النجاح المستدام على قدرتك في الالتزام بإرشادات النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتبني تغييرات دائمة في نمط حياتك.
في عيادة الدكتور رامي باسردة بمدينة الرياض، نقدم رعاية متكاملة ودعماً شاملاً للمرضى بعد الجراحة، حيث تشمل خدماتنا مجموعة من التوجيهات الخاصة بالنظام الغذائي، بالإضافة إلى دعم متخصص من اختصاصيي التغذية وبرامج التعليم المستمر، لمساعدتك في تحقيق أهدافك الصحية والمحافظة عليها.
الأدوية بعد جراحة السمنة
بعد إتمام جراحة السمنة، ستحتاج إلى تناول بعض الأدوية القصيرة والطويلة الأمد لضمان نجاح العملية وتجنب المضاعفات. تشمل الأدوية التالية:
- أوميبرازول: يعمل على تقليل خطر الإصابة بقرحة في الجهاز الهضمي، ومن المتوقع أن يتم تناوله لمدة ستة أشهر بعد الجراحة أو لفترة أطول وفقًا لتوجيهات الطبيب المعالج.
- أورسوديول: يقلل من احتمالية تكون حصوات في المرارة نتيجة لفقدان الوزن السريع بعد الجراحة، ويتم تناوله لمدة ستة أشهر بعد العملية. المرضى الذين لا يمتلكون مرارة لا يحتاجون لهذا الدواء.
- فيتامينات متعددة لعلاج السمنة: تحتوي هذه الفيتامينات على الحديد بالإضافة إلى العديد من المكملات الغذائية الضرورية للمرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة. يُوصى بتناول هذه الفيتامينات لفترة غير محدودة لمنع نقص الفيتامينات والمعادن.
- مكملات الكالسيوم: تحتوي هذه المكملات على فيتامينات تساعد في تعزيز امتصاص الكالسيوم، وتستمر في تناولها بشكل يومي بعد الجراحة.
ملاحظة: لا يجب استخدام هذهِ الأدوية، يجب على حجز موعد مع الدكتور رامي حتى يتم وصف العلاج المناسب لك حسب حالتك.
كيفية تناول الأدوية بعد الجراحة
يمكن تناول الأدوية السائلة أو الكبسولات القابلة للمضغ فورًا بعد الجراحة. أما الأدوية التي تأتي على شكل أقراص، فيجب أن يتم سحقها أو تفتيتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى لتجنب الالتصاق بالجهاز الهضمي أو حدوث مشاكل في الامتصاص. لكن الأدوية ذات المفعول الممتد يجب عدم تفتيتها، وسيوصي الصيدلي بتبديلها قبل الجراحة.
بعد الجراحة، يجب أن تستأنف تناول الأدوية التي تتعلق بحالات صحية أخرى، ما لم يُنصحك الصيدلي بغير ذلك. من المهم أيضًا متابعة مع طبيبك أو المتخصصين الآخرين بشكل منتظم، لأن فقدان الوزن السريع قد يتطلب تعديل الأدوية المرتبطة بحالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
تجنب الأدوية المضادة للالتهابات
يجب أن يتجنب المرضى بعد الجراحة الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، حيث إنها قد تزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة. المرضى الذين خضعوا لجراحة مجازة المعدة يجب عليهم تجنب هذه الأدوية على المدى الطويل. في حالة الخضوع لجراحة تكميم المعدة، قد يسمح لك الطبيب بتناول هذه الأدوية بعد ثلاثة أشهر من الجراحة، ولكن يجب استشارة الطبيب أولًا.
المكملات الغذائية الضرورية بعد الجراحة
من المهم أن يتناول المرضى بعد جراحة السمنة مكملات غذائية لتجنب نقص الفيتامينات والمعادن. تشمل المكملات الأساسية:
- الفيتامينات المتعددة: تحتوي على جرعات عالية من جميع العناصر الغذائية الضرورية بعد الجراحة. سيختار لك الدكتور رامي الفيتامينات التي تحتاجها حسب الحاجة.
- الكالسيوم: يُنصح بتناول 1000 إلى 1500 مليجرام من الكالسيوم يوميًا لمنع نقص الكالسيوم وفقدان العظام. يُفضل تناول سترات الكالسيوم لتعزيز امتصاص الجسم. يمكن تقسيم الجرعة اليومية إلى جرعتين أو ثلاث جرعات خلال اليوم.
- فيتامين د3: يتوفر في كل من الفيتامينات المتعددة والكالسيوم التي نوصي بها.
أهمية المتابعة بعد الجراحة
من الضروري أن تستمر في المتابعة مع الفريق الطبي في عيادة الدكتور رامي باسردة بعد الجراحة لضمان سير العملية بنجاح. سيتابع الأطباء حالتك الصحية بشكل دوري للتأكد من تلبية احتياجاتك الغذائية والعلاجية، وضمان استمرار تقدمك في فقدان الوزن والحفاظ على صحتك العامة.
تنظيم النسل والحمل بعد جراحة السمنة
يُوصى للنساء في سن الإنجاب باستخدام وسائل فعالة لمنع الحمل، مثل اللولب الرحمي، خلال الأشهر الـ12 إلى 18 الأولى بعد جراحة السمنة. في هذه الفترة، يمكن أن يؤثر فقدان الوزن السريع والقدرة المحدودة على تناول كميات كافية من الطعام على الحالة الغذائية للمرأة. كما أن الحمل في السنة الأولى بعد الجراحة قد يؤثر على صحة الجنين ويزيد من خطر العيوب الخلقية بسبب المتطلبات الجسدية العالية. لذلك، يُنصح بشدة بالانتظار لمدة لا تقل عن 12 شهرًا قبل محاولة الحمل لضمان سلامة الأم والطفل.
العودة إلى العمل بعد الجراحة
يتمكن العديد من المرضى من العودة إلى العمل بعد فترة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الجراحة، دون وجود أي قيود على النشاط البدني. عادة ما يستغرق الأمر من خمسة إلى ستة أسابيع حتى تعود مستويات الطاقة إلى ما كانت عليه قبل الجراحة.
النظام الغذائي بعد الجراحة
من أجل تجنب نقص التغذية والحفاظ على صحة العضلات، يجب اتباع إرشادات غذائية تهدف إلى تناول وجبات متوازنة مع تقليل السعرات الحرارية. بما أن كل مريض يتفاعل مع الأطعمة بشكل مختلف، من المهم أن تأخذ هذه الاختلافات في الاعتبار.
يجب أن تتراوح السعرات الحرارية اليومية التي تتناولها بين 500 و700 سعر حراري خلال أول 12 شهرًا بعد الجراحة، وألا تتجاوز 1000 سعر حراري يوميًا. يجب أن يكون النظام الغذائي غنيًا بالبروتين ويحتوي على نسبة عالية من الخضروات ومنخفض في الكربوهيدرات والسكريات. يوصى بأن تكون الكمية اليومية من البروتين لا تقل عن 60 إلى 80 جرامًا. تشمل المصادر الجيدة للبروتين البيض، اللحوم، المأكولات البحرية (مثل التونة والأسماك الأخرى)، الدواجن، التوفو، منتجات الصويا، الحليب، الجبن القريش، والزبادي اليوناني. قد يستغرق الأمر من ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الجراحة لتتمكن من الوصول إلى هذا الهدف بشكل منتظم.
مفاتيح النجاح تشمل تسجيل الكميات والسعرات الحرارية يوميًا، بالإضافة إلى متابعة دورية مع أخصائي التغذية.
نصائح غذائية مهمة:
- تناول الطعام ببطء، خذ قضمات صغيرة وامضغ جيدًا.
- تجنب تناول الأطعمة مثل الأرز، الخبز، الخضروات النيئة، الفواكه الطازجة، واللحوم التي يصعب مضغها مثل لحم الخنزير وشرائح اللحم. تناول اللحوم المفرومة قد يكون أسهل.
- تناول وجبات متوازنة بكميات صغيرة. في البداية، قد لا تتمكن من تناول أكثر من ملعقة أو ملعقتين من الطعام في المرة الواحدة.
- تجنب استخدام المصاصات والمشروبات الغازية والعلكة والثلج لأنها قد تسبب تراكم الهواء في الكيس المعدي الجديد مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة.
- تجنب السكر والأطعمة والمشروبات السكرية والعصائر.
مع مرور الوقت، ستتمكن من زيادة تنوع الأطعمة في نظامك الغذائي. الأطعمة التي قد تكون صعبة في البداية، مثل اللحوم الحمراء، الدجاج، الخبز، والفواكه والخضروات الغنية بالألياف، ستصبح أسهل مع مرور الوقت. تأكد من الحفاظ على رطوبة جسمك عن طريق شرب 1.5 إلى 2 لتر من السوائل يوميًا، إلا إذا كانت حالتك الصحية تتطلب تقييدًا.
من المهم أيضًا تجنب المشروبات الكحولية لأنها قد يكون لها تأثير أقوى مما كان عليه قبل الجراحة. تحدث مع فريق جراحة السمنة قبل تناول الكحول.
التمارين الرياضية بعد عملية التكميم
يوصى بممارسة التمارين الرياضية لمدة تتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة يوميًا، مع التركيز على النشاط الهوائي (تمارين القلب) من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع. يمكنك البدء بالمشي لمدة خمس دقائق في الصباح وخمس دقائق في فترة ما بعد الظهر، ثم زيادة هذه الفواصل تدريجيًا. بعد ذلك، يمكنك إضافة المزيد من التنوع في الأنشطة مثل الركض الخفيف، السباحة، أو استخدام الدراجة الثابتة.
عندما تشعر أن جسمك وصل إلى مرحلة الثبات في فقدان الوزن، حاول تجربة أنشطة جديدة أو إضافة تمارين أكثر تحديًا لزيادة مستوى النشاط. التبديل بين المشي والركض يمكن أن يساعد في كسر مرحلة الثبات وحرق الدهون. تمارين المقاومة تعتبر مهمة لبناء العضلات وحرق السعرات الحرارية. استخدم أوزانًا خفيفة في البداية مثل 2 إلى 5 أرطال، وقم بأداء ثلاث مجموعات من 10 تكرارات لكل تمرين. مع مرور الوقت، يمكنك زيادة الوزن تدريجيًا عندما تشعر بزيادة قوتك.
نمط الحياة بعد الجراحة
لقد اتخذت قرارًا مهمًا بالخضوع لعملية جراحية لمساعدتك في فقدان الوزن والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي (BMI). الآن، يتعين عليك الالتزام بنمط حياة جديد. من المهم أن تصبح العادات التي تبدأ في تبنيها بعد الجراحة، مثل متابعة السعرات الحرارية وممارسة الرياضة بانتظام، جزءًا من نمط حياتك طويل الأمد.
فكر في كل يوم كفرصة جديدة للاعتناء بنفسك وصحتك. حافظ على التزامك بتلك العادات الصحية، وكن فخورًا بما تحققه في كل يوم.
مجموعات الدعم
توفر عيادة الدكتور رامي باسردة مجموعات دعم لمساعدة المرضى على مواجهة التحديات بعد جراحة السمنة. تتيح هذه المجموعات للمرضى فرصة لمشاركة تجاربهم ومناقشة تحدياتهم مع آخرين يمرون بتجارب مشابهة. إن التواجد في بيئة داعمة يمكن أن يساعدك في الحفاظ على وزن صحي وتحقيق أهدافك الصحية. يمكنك الانضمام إلى مجموعة الدعم عبر الإنترنت أو المشاركة في اللقاءات المحلية.
المتابعة طويلة الأمد
بعد الجراحة، ستكون بحاجة إلى فحوصات دموية منتظمة للتأكد من أن مستويات المغذيات الدقيقة في جسمك تبقى ضمن الحدود الطبيعية. تشمل هذه الفحوصات تحليل الدم بعد ثلاثة، ستة، واثني عشر شهرًا من الجراحة، ثم سنويًا بعدها. تتضمن التحاليل ما يلي:
- تعداد الدم الكامل للكشف عن فقر الدم وأي مشكلات أخرى.
- لوحة التمثيل الغذائي الشاملة التي تقيم وظائف الكلى والكبد.
- لوحة الدهون التي تقيّم مستويات الكوليسترول.
- اختبار الهيموجلوبين A1c لقياس مستويات السكر في الدم.
- فحص مستويات الفيتامينات مثل الحديد، الفيريتين، B12، D، A، حمض الفوليك، الثيامين، النحاس، الزنك، والسيلينيوم.
تذكر أن هذه الإرشادات توفر لك معلومات تعليمية، ونحن نوصي دائمًا بمناقشة أي استفسارات أو مخاوف مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لضمان أفضل رعاية لك.