تعد مناقشة قضايا زيادة الوزن مع المرضى موضوعًا دقيقًا يتطلب حساسية واحترافية من الأطباء. لتقديم نصائح عملية حول هذا الأمر، استندنا إلى إرشادات مقدمة من عيادة الدكتور رامي باسردة، مستلهمة من آراء خبراء بارزين في هذا المجال. هذه التوصيات ستساعدك على إدارة النقاشات المتعلقة بالوزن مع المرضى بطريقة فعالة ومثمرة.
“ابدأ الحوار مبكرًا – لأن النسبة 1% هي رقم مهم”
يشير الدكتور رامي باسردة إلى أهمية فتح النقاش حول زيادة الوزن في وقت مبكر مع المرضى، وذلك بسبب التغيرات الحديثة في متطلبات مؤشر كتلة الجسم التي طرأت في أواخر عام 2022.
ويُذكر أنه “على الأطباء أن يبادروا بإجراء هذه المناقشات مع المرضى بشكل أسرع من ذي قبل”.
المعايير السريرية الحالية لجراحات السمنة تشمل:
- مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر مع وجود أمراض مصاحبة.
- مؤشر كتلة الجسم 35 أو أكثر بدون أمراض مصاحبة.
- زيادة مؤشر كتلة الجسم أو محيط الخصر بين زيارات المريض للطبيب.
- قياس الخصر أكثر من 80 سم للنساء و94 سم للرجال.
“نعلم أن العديد من مرضى السمنة قد جربوا أنظمة غذائية متعددة دون نجاح ملموس، مما يجعل العلاج الجراحي أو الدوائي الخيار الوحيد لهم. ومع ذلك، فإن أقل من 1% فقط من الأشخاص الذين تنطبق عليهم معايير الجراحة يحصلون عليها بالفعل.”
التصدي للتمييز على أساس الوزن في المجال الطبي
للأسف، لا تزال وصمة السمنة تمثل تحديًا كبيرًا في تقديم الرعاية الصحية، حيث يعاني العديد من المرضى المصابين بالسمنة من التمييز في العلاج.
يوضح خبراء عيادة الدكتور رامي باسردة أن الأبحاث تشير إلى أن المرضى المصابين بالسمنة غالبًا ما يتلقون نصائح طبية أقل دقة، مثل عدم التوصية بفحوصات مهمة كالأشعة أو التحاليل، مقارنة بالمرضى ذوي الوزن الطبيعي. هذا يؤدي إلى سوء تشخيص أو تأخر في اكتشاف مشكلات صحية خطيرة، مثل التهاب الشغاف أو الأمراض المعوية أو حتى السرطانات.
وتشير دراسات حديثة أُجريت في السعودية إلى أن الطلاب الدارسين في مجالات الرعاية الصحية يظهرون تحيزًا ضمنيًا وصريحًا ضد الأشخاص المصابين بالسمنة. ويخشى أن تستمر هذه الممارسات مع انتقالهم إلى العمل المهني، مما يؤثر على جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
الحاجة إلى تدريب لمكافحة التحيز ضد الوزن
أوضح خبراء عيادة الدكتور رامي باسردة أن التحيز ضد المرضى المصابين بالسمنة يعد “الشكل الأخير من التمييز المقبول اجتماعيًا”، مشيرين إلى أهمية تعزيز الوعي والتدريب في هذا الجانب بين طلاب الطب والرعاية الصحية لضمان تقديم رعاية عادلة وشاملة.
تدعو هذه التوصيات إلى مواجهة تحيز الوزن ضمن المناهج التعليمية لضمان تقديم خدمات صحية تحترم جميع المرضى، بغض النظر عن أوزانهم.
التعامل بحساسية مع المرضى
يوضح السيد رامي باسردة، أحد الخبراء في هذا المجال، أن الوقت يعد العائق الأكبر الذي يواجه الأطباء العامين عند مناقشة قضايا الوزن مع المرضى. ويقول: “على الرغم من أن الاستشارة الطبية المعتادة قد لا تكون كافية للتطرق إلى قضايا الوزن، فإنني أرى أن العديد من الأطباء في الرياض لديهم مهارة عالية ووعي متزايد لإدارة هذه المحادثات بحساسية واحترافية.”
تشجيع المرضى على حجز استشارات أطول
ينصح الدكتور رامي باسردة: “إذا جاء المريض لاستشارة قصيرة بسبب مشكلة طبية معينة، يمكن تشجيعه على العودة لاستشارة أطول. هذا سيتيح المجال للتعامل مع قضايا الوزن بصورة أكثر شمولاً.”
دمج مواضيع الصحة في الحوار
يشير الدكتور باسردة إلى أهمية معالجة الشكاوى الطبية الأساسية التي جاء المريض من أجلها أولاً، مثل آلام الركبة أو تورم الكاحل. وبعد ذلك، يمكن إدخال موضوعات متعلقة بالوزن بطريقة غير مباشرة.
ويضيف: “هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في زيادة الوزن، مثل الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض النفسية أو مرض السكري أو حالات أخرى. لذا، يمكن مراجعة الأدوية التي يتناولها المريض ومناقشة استبدالها بأدوية أخرى لا تؤثر على الوزن أو قد تساعد في إنقاصه.”
كما يؤكد على أهمية مناقشة الأمراض ذات الصلة بزيادة الوزن، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، وقصور القلب الاحتقاني، ومتلازمة تكيس المبايض، والسكري، ومتلازمة كوشينغ. ويقول: “عندما يتم التركيز على المشكلات الطبية بدلاً من المريض نفسه، يشعر المريض بالاحترام ويقل الشعور بالوصمة.”
وتشير الدراسات إلى أن 68% من المرضى المصابين بالسمنة يفضلون أن يتحدث أطباؤهم معهم عن قضايا الوزن، مما يجعل هذه المحادثات ضرورية ومرغوبة.
تجنب التعليقات السلبية واستخدام الإيجابية
يحث الدكتور باسردة على تجنب العبارات التي قد تسبب الإحراج للمرضى، مثل:
- “وزنك الزائد يسبب التورم في كاحلك.”
- “كم وزنك الآن؟”
- “ما هو مقاس ملابسك؟”
- “أنت بحاجة حقًا إلى إنقاص الوزن.”
بدلاً من ذلك، يُفضل استخدام عبارات إيجابية مثل:
- “ما الذي جعلك تزورني اليوم؟” (للبدء بالمشكلات الصحية الرئيسية).
- “هل يمكنني قياس محيط خصرك إذا كنت مرتاحًا لذلك؟” (مع ترك القرار للمريض).
- “ألاحظ أن هناك مشكلة طبية مرتبطة بوزنك. هل يمكننا مناقشة هذا الموضوع؟”
إحالة المريض إلى اختصاصيين عند الحاجة
في حال احتاج المريض إلى متابعة مكثفة، يمكن إحالتهم إلى فريق مختص في عيادة الدكتور رامي باسردة، والتي تشمل أخصائيين في التغذية، وأطباء نفسيين متخصصين في إدارة الوزن، وجراحي إنقاص الوزن.
تعزيز التعاطف واحترام الذات
يشدد الدكتور باسردة على أهمية التعاطف مع المرضى واحترام مشاعرهم. كما ينصح الأطباء بفهم تأثير الحملات الإيجابية للجسد وصورة الجسم في وسائل التواصل الاجتماعي على المرضى، لتقديم نصائح تعزز ثقتهم بأنفسهم وصحتهم العامة.
إن إدارة مناقشات الوزن مع المرضى تتطلب تعاطفًا، واحترامًا، واحترافية، مع التركيز على صحة المريض بشكل شامل. إذا كنت بحاجة إلى استشارة إضافية حول هذا الموضوع، لا تتردد في التواصل مع فريقنا في عيادة الدكتور رامي باسردة بالرياض. دعونا نعمل سويًا لتقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضانا.