تُعدّ السمنة حالة طبية تتجاوز فيها كتلة الجسم المعدل الطبيعي (مؤشر كتلة الجسم BMI ≥ 30)، ويترتب عليها أضرار صحية متعددة. في هذا المقال نلقي الضوء على كيف تؤثر السمنة على الصحة العامة وكيف تعالج جراحياً، مع عرض أهم المضاعفات والخيارات الجراحية المتاحة. اكتشف تأثير السمنة على الصحة العامة من أمراض القلب والسكري إلى اضطرابات التنفس، وتعرّف على خيارات العلاج الجراحي للسمنة مثل تكميم المعدة وربط البطن.
أولاً: تأثير السمنة على الصحة العامة
داء السكري من النوع الثاني
- تزيد الدهون المتراكمة من مقاومة الخلايا للأنسولين، فيرتفع مستوى السكر بالدم بصورة مزمنة.
- مرضى السمنة أكثر عرضة للإصابة بالسكري بحوالي 10 أضعاف، ما يرفع مخاطر اعتلال الأعصاب، وأمراض الأوعية الدموية، واعتلال الكلى.
ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب
- تراكم الدهون حول القلب والأوعية يقلّل مرونتها ويرفع الضغط الشرياني.
- السمنة مسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع حالات فرط ضغط الدم، وتضاعف خطر فشل القلب الاحتقاني والنوبات القلبية واضطرابات نظم القلب.
اضطرابات الجهاز التنفسي
- يضغط الشحم على الحجاب الحاجز ويقلّل سعة الرئتين، مما يزيد مخاطر الربو والالتهاب الرئوي.
- حوالي 50–60% من مرضى السمنة يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي، وقد تصل النسبة إلى 90% في الحالات المفرطة.
السرطانات المرتبطة بالسمنة
- تزداد احتمالية الإصابة بأنواع عدة من السرطان (رحم، ثدي بعد انقطاع الطمث، قولون، مريء، بنكرياس، كلى، غدة درقية، وغيرها).
- ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يرفع معدل الوفيات السرطانية بنسبة تقارب 50–60% لدى الرجال والنساء على حد سواء.
أمراض الأوعية الدموية الدماغية والسكتة الدماغية
- السمنة تعزز عوامل الخطر مثل ارتفاع الكوليسترول والسكري وارتفاع الضغط، فتزيد فرص الانسداد الدماغي والنزفي.
مشكلات العظام والمفاصل
- الحمل الزائد على المفاصل يسرّع التآكل ويؤدي لالتهاب المفاصل وآلام الظهر وانفتاق الغضروف.
أمراض أخرى
- ارتجاع المريء (GERD): زيادة الضغط البطني تدفع الحمض للمريء مسببة الحموضة والتهاب المريء.
- الكبد الدهني غير الكحولي: يؤدي للتليف وفشل الكبد في المراحل المتقدمة.
- اضطرابات الهرمونات والخصوبة: قد تسبب العقم عند النساء وتؤثر سلباً في القدرة الجنسية لدى الرجال.
كيف تعالج السمنة جراحياً؟
العلاج الجراحي للسمنة: الإجراءات الشائعة ونسبة فقدان الوزن المتوقعة
| الإجراء الجراحي | الوصف | نسبة فقدان الوزن المتوقعة* |
|---|---|---|
| تكميم المعدة بالمنظار | استئصال 75–80% من حجم المعدة عبر تنظير | 60–70% من الوزن الزائد |
| ربط المعدة بالمنظار | حزام قابل للتعديل يحدد حجم فتحة المعدة | 40–50% من الوزن الزائد |
| تحويل مسار المعدة | تصغير المعدة وتجاوز جزء من الأمعاء | 70–80% من الوزن الزائد |
| بالون المعدة | إدخال بالون مملوء بمحلول ملحي لتقليل السعة | 20–30% من الوزن الزائد (مؤقتاً) |
*نسب تقريبية وتعتمد على العناية اللاحقة وتغييرات نمط الحياة.
شروط إجراء الجراحة
- مؤشر كتلة الجسم ≥ 40، أو ≥ 35 مع أمراض مصاحبة (سكري، ضغط، انقطاع تنفس).
- فشل محاولات إنقاص الوزن التقليدية خلال 6–12 شهراً.
- استعداد المريض للالتزام بنظام غذائي جديد ومتابعة طبية مدى الحياة.
المراحل الأساسية للعملية
- التقييم الشامل: فحوصات طبية، تصوير، واستشارة فريق متعدد التخصصات (جراح، تغذية، مرض غدد).
- التحضير قبل الجراحة: فقدان 5–10% من الوزن الزائد، تعديل الأدوية، واتباع نظام غذائي محدد.
- تنفيذ الإجراء بالمنظار أو الجراحة المفتوحة حسب الحالة.
- المتابعة بعد الجراحة: برامج غذائية (سائلة → مهروسة → صلبة)، فحوص دم دورية، وضبط ملء الحزام للمربوطين.
أصبح واضحًا كيف تؤثر السمنة على الصحة العامة وكيف تعالج جراحياً: فالسمنة تزيد من مخاطر الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة، بينما توفر جراحة السمنة حلاً فعالًا ومستدامًا لمن يستوفي الشروط العلاجية. إذا كنت تناقش خيار الجراحة، احرص على استشارة فريق طبي متخصص لضمان أفضل نتيجة واستمرارية صحية طويلة الأمد.